‫الرئيسية‬ ثقافة وفن عم يرقصوا و يهيصوا …كيف بدقيقة الناس بيخلصو ؟
ثقافة وفن - 24 مارس، 2020

عم يرقصوا و يهيصوا …كيف بدقيقة الناس بيخلصو ؟

خديجة برعو

أستاذة باحثة

و أنا أستمع لأغنية  “ريبال شو الأخبار” من مسرحية بترا للفنانة فيروز والأخوين الرحباني، لا أدري لماذا ذكرتني مباشرة بهذا الوباء الجديد كورونا،  الذي أودى بحياة الآلاف عبر العالم و أرغمنا على المكوث في منازلنا ، ستظل  2020 راسخة في الأدهان …غير أن الأغنية تتحدث عن حرب عسكرية و نحن الآن بصدد حرب بيولوجية.

الأغنية عن حرب بين جيش مدينة البترا و جيش الإمبراطورية الرومانية العظمى التي حكمت العالم القديم بأسره ، انطلاقا من شبه الجزيرة الإيبيرية في القرن 12 قبل الميلاد و استمرت حتى القرن الخامس الميلادي

تبدأ الأغنية بسؤال توجهه الملكة شاكيلا (فيروز) بسؤالها للوزير ريبال (نصري شمس الدين) عن حال جنودها و قتالهم ضد الرومان فأجاب الوزير بكل أسف بأن جنود الرومان كانوا أكثر عددا و بأسا و قوة وسينتصرون على جنود البترا…يقول الوزير ريبال متذكرا الجنود الذين ذهبوا للحرب : “كانوا شباب ، مبارح أنا و عم ودعهن كانوا شباب ، عم يرقصو و يهيصو ، كيف بدقيقة الناس بيخلصوا

أجل في دقائق معدودة أتى هذا الفيروس على الأخضر و اليابس فأصبح العالم من هول الصدمة مشدوها لا يصدق ما يراه و ما يسمعه

لكن من زاوية أخرى فقد أعادنا وباء كورونا لذواتنا و بيوتنا،  بل ردنا إلى الله ردا نرجوا أن يكون ردا جميلا، عبادة و أذكارا و تضامنا و إحسانا و سجايا قبل نظيرها ….ولكن ماذا بعد حتى ما نخلص في دقائق على رأي الوزير ريبال

نأمل أن يعيدنا هذا الوباء إلى الاهتمام بالبحث العلمي في بلدنا وتخصيص ميزانيات له، فكيف يعقل بحق السماء أن تتسابق الدول الغربية بشكل محموم حول اختراع لقاح أو دواء لهذا الفيروس و نحن كالعادة ننتظر نتائجهم و ندعو لهم بالنجاح…ما الذي ينقص أطرنا المغربية المشهود لها بالكفاءة العالية في كل دول العالم ، سواء في الطيران أو الرياضة أو الفضاء أو الطب كي تبحث و تخترع ؟…يا حكومتنا رجاء : نفذي التعليمات الملكية السامية و اعتني بالبحث العلمي و الطبي ، شيدي مراكز البحوث و المراصد و المختبرات و المؤسسات المخصصة لهما و دعميهما باستمرار ، رجاء شجعي الأدمغة و الأفكار العلمية و الاختراعات مهما كانت بسيطة …ألم يكن العصر الذهبي للإسلام –من القرن 7 إلى القرن 13 – من أزهى العصور حيث تطور فيه الطب و الفلك و الفلسفة و ترجمت فيه النصوص اليونانية و الاختراعات العلمية التي لم يكن لأوربا علم بها  وذلك بفضل الأموال و المنح الدراسية التي أغدقت على العلوم؟ ألم يكن أبو بكر الرازي الذي سمي بجالينوس العرب  من أعظم الأطباء في عصره تاركا 200 كتاب أغلبها عن الطب ؟ ألم يشكل كتاب بن سينا” القانون في الطب” مرجعا مهما لأطباء العالم حينها ؟ ألم  يكن الخوارزمي من المؤسسين الأوائل لعلم الجبر ؟ و اللائحة طويلة

نأمل أن نعيد ترتيب أوراقنا و لم لا ؟ فالشدائد أكيد تخلف الخسائر و الضحايا  ، لكنها تزيح الغبار و الرماد عن عيوننا كي نرى و نفكر بطريقة أصح

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

سرور شهيد الغدر نصير غزة وشريان أهلها

مصطفى يوسف اللداوي ربما لا يعرفه الكثير من شعبنا الفلسطيني في غزة، ولم يسمعوا باسمه من قبل…