‫الرئيسية‬ منوعات في يوم الصحافة العالمي.. منتدى الإعلام والمواطنة يطلق صيحة وعي ويؤكد أن لا ديمقراطية بدون صحافة حرة
منوعات - 4 مايو، 2025

في يوم الصحافة العالمي.. منتدى الإعلام والمواطنة يطلق صيحة وعي ويؤكد أن لا ديمقراطية بدون صحافة حرة

في لحظة كونية تتقاطع فيها الحروب والمعلومات المضلّلة والانقسامات المجتمعية، اختار منتدى الإعلام والمواطنة أن يجعل من اليوم العالمي لحرية الصحافة، مناسبةً لإعادة طرح السؤال الجوهري: هل يمكن الحديث عن عدالة أو ديمقراطية أو مواطنة بدون صحافة حرة؟.
تحت شعار “الصحافة في وجه التضليل… الحقيقة أولاً”، وجّه المنتدى رسالة فكرية وسياسية مزدوجة، أعادت الاعتبار لقيمة الكلمة الحرة وسط صخب المعلومات العابرة والمنصات التجارية، مؤكداً أن حرية الصحافة لم تكن يوماً امتيازًا، بل شرطًا وجوديًا لأي مجتمع يُراهن على التقدم والعدالة والمعرفة.
من فلسطين إلى المغرب… معركة الكلمة مستمرة
في مستهل بيانه، حيّى منتدى الإعلام والمواطنة الصحافيات والصحافيين الذين يواصلون أداء مهامهم في أصعب البيئات وأكثرها دموية، خصوصًا في فلسطين المحتلة، حيث تتحول الكاميرا إلى هدف عسكري، والقلم إلى جريمة، إنها تضحيات تؤكد أن الصحافة لم تكن يوماً مجرد مهنة، بل التزام إنساني وأخلاقي، ومقاومة يومية من أجل الحقيقة.
“التحرير قبل التحديث”… الإعلام المغربي في مفترق طرق
على الصعيد الوطني، انتقد المنتدى استمرار الضغوط على الجسم الصحافي، سواء من خلال التشريعات المقيدة أو عبر التبعية المالية والسياسية لوسائل الإعلام، محذّرًا من خطر تحوّل الإعلام إلى أداة دعائية بدل أن يكون سلطة رابعة حقيقية.
وطالب المنتدى بـ”إصلاح شامل ومهيكل للمنظومة الإعلامية المغربية”، يضع في صلب أولوياته: التحرير الحقيقي للإعلام العمومي؛ ضمان استقلالية الصحافي عن مراكز التأثير المالي والسياسي؛ بناء منظومة أخلاقيات مهنية متجددة تستوعب التحديات الرقمية والذكاء الاصطناعي دون التفريط في جوهر المهنة.
تربية إعلامية جديدة… وقيم مضادة لزمن التفاهة
وإدراكًا لتحولات العصر، دعا المنتدى إلى الاستثمار في بناء ثقافة إعلامية مواطِنة، تبدأ من المدرسة ولا تنتهي في قاعات التحرير. ثقافة تُواجه خطاب الكراهية، وتُحصّن المجتمع من الطوفان الرقمي المضلّل، وتُعيد الاعتبار لقيم الحوار والتفكير النقدي في زمن الهيمنة الشعبوية.
وأكد المنتدى على التزامه المستمر بدعم المبادرات الإعلامية المستقلة، ومواكبة التحولات التكنولوجية بتكوين جيل من الصحافيين يمتلكون أدوات العصر دون فقدان البوصلة المهنية.
ليست لحظة احتفاء… بل لحظة مقاومة
في ختام البيان، حرص المنتدى على أن لا يكون تخليد اليوم العالمي لحرية الصحافة مجرد احتفاء روتيني أو خطاب مناسبات، بل لحظة وعي جماعي ومراجعة حقيقية، وفرصة لتجديد العهد مع جوهر الصحافة كسلطة للرقابة وكلمة حق في وجه العبث، خصوصاً في زمن يُهدد فيه الذكاء الاصطناعي الخصوصية، وتُحوّل فيه منصات التواصل وظيفة الإعلام إلى مجرد ترندات وتفاهات.
ووجّه منتدى الإعلام والمواطنة تحية تقدير إلى كل الصحافيين المغاربة والعرب، الذين يواصلون أداء رسالتهم في صمت، بعيداً عن الأضواء، وبعيداً عن وهم النجومية، متمسكين بأخلاقيات المهنة في زمن “تصحُّر القيم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

هشام جيراندو.. استقطاب الشعب المغربي إلى مسلخ العدمية حلم موؤود في مهده

إن من يجعل مُنطلقه خداع الناس بوهم البطولة لتطويق فساد مفترض بسياط “أجنبي” اقتناه صاحبه من…