‫الرئيسية‬ سلايدر هشام جيراندو.. استقطاب الشعب المغربي إلى مسلخ العدمية حلم موؤود في مهده
سلايدر - ‫‫‫‏‫يوم واحد مضت‬

هشام جيراندو.. استقطاب الشعب المغربي إلى مسلخ العدمية حلم موؤود في مهده

إن من يجعل مُنطلقه خداع الناس بوهم البطولة لتطويق فساد مفترض بسياط “أجنبي” اقتناه صاحبه من سوق العبودية الاختيارية، ومن داخل أروقة المزادات السرية حيث تُباع الأوطان مع سبق الإصرار والترصد، أغلب الظن أنه مر من صراط “غير مستقيم” وكان لزاما عليه أن يُحافظ على توازن نسبي بين موضوعية الالتزامات المسطرة له سلفا وذاتية الدوافع التي تقذفه، رغم أنفه، في مستنقع التهجم المجاني تحت ذريعة المعارضة الرقمية. المنبعث من جلسات طوال أعد فيها أعداء الوطن العُدة وما يلزم من معرفة واطلاع، لم يكن اسمه معروفا في المشهد الرقمي المغربي قبل سنوات. رجل ظهر فجأة على مواقع التواصل الاجتماعي، بخطاب “زنقاوي” يُعتبر في عُرف ومجالس الرُعاة “ثوري” موجه حصرا ضد الدولة ومؤسساتها، في لعبة لم يرتقي فيها الشعب المغربي منزلة أكثر من رهينة لدى جرو كندا المَزهو بمصادره الوهمية للإيقاع بالوطن في شراك التخوين والنهب الممنهج. لكن وبمضي الوقت، تبيّن أن المعني بالأمر ليس أكثر من مشروع فاشل لتأثير مصطنع، كجنين مشوه فقد اتصاله بالحياة رغم أن الخالق قد نفخ فيه الروح مثل أقرانه.

هشام جيراندو الموبوء بفيروس العمالة يمر على هامش المصداقية دون أن يكون منتجا لها أو سببا في انتشارها، ويتغذّى على الأزمات لصناعة حضور زائف مثلما تقتات الخنازير البرية على ديدان الغاب دون أن تسد شراهتها أو تستنكف من التهام القاذورات.

من معارض افتراضي إلى ناشرٍ للفوضى الرقمية

مع انطلاق أولى شرارات احتجاجات “جيل زد” في المغرب، حاول خديم الكابرانات أن يجد لنفسه موطئ قدم داخلها. فجأة، امتلأت صفحاته بخطابات “التوعية” ودعوات “الاحتجاج السلمي”، لكنها لم تلبث أن انزلقت نحو التحريض المكشوف لإعادة فتح النار على مؤسسات الدولة.

وفي أعقاب ذلك، تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن جيراندو الذي يعتلي أكتاف زوجته، قد تلقى دعما مضاعفا من بعض المنابر المعروفة بعدائها للمملكة، لأنها رأت فيه أداة جاهزة ومُوغلة في الحقد والحَنق لتأجيج الرأي العام من الداخل، خصوصا وسط الفئات الشابة. إلا أن محاولته الركوب على الغضب الاجتماعي سرعان ما فشلت، بعدما أدرك المتابعون أن خطابه مجرد إعادة تدوير لأسطوانة مشروخة أكل عليها الدهر وشرب.

خطاب التناقض والابتزاز

ونكاية في المنطق والقرائن المُدينة لمساره المشبوه، يستمر جيراندو في تقديم نفسه كصوت “الحق والحقيقة”، غير أن لأرشيفه رأي آخر. فبين غمضة عين وانتباهتها يهاجم مؤسسات الدولة ثم يطالبها بالحماية حين تشتد عليه الانتقادات، ثم يدعو الشباب إلى التمرد ثم يختفي حين تتحول الدعوات إلى مسؤولية قانونية.

هذا التذبذب “الخارج عن إرادته” جعل منه شخصية رمادية، لا تنتمي لأي تيار واضح. فلا هو ناشط حقوقي، ولا هو إعلامي محترف، ولا مواطن صالح بل مجرد صانع مطامح الرُعاة الرسميين يعتمد على الإثارة لكسب المتابعين. وشيئا فشيئا، بدأ المتابعون ينسلون رويدا رويدا من مسلخ الوطنية الرقمي “تحدي” تعبيرا منهم عن يقظة المغاربة إزاء كل من يوظفهم كوقود لبث النعرات واستغلال القضايا الاجتماعية لصالح أجندته.

تداعي الصورة وانهيار فقاعة التأثير

ولمن يتحدث لغة الأرقام، فقد شهدت حسابات جيراندو الرقمية تراجعا ملحوظا في نسب المتابعة والتفاعل في الآونة الأخيرة، بحيث كثير من متابعيه انسحبوا بصمت، بعدما أدركوا أنه لا يقدم أي محتوى ذي منفعة أو طرح واقعي. بل يعتمد فقط على تضخيم الأحداث ونشر مقاطع مفبركة لتأليب الرأي العام ضد الدولة.

وعلى هذا المنوال، تحول نصاب بلاد الصقيع إلى مادة رقمية دسمة للسخرية تُقدم عبرها العِبر وتُستقى من مآلاتها الدروس عن مصير كل من يسلك الدروب المشوبة بالتدليس والافتراءات أن يغدو بيته أوهن من بيت العنكبوت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

قطار في قطارين يساوي فوضى بداية عطلة على إيقاع التأخير

إدريس الأندلسي قررت أن أركب القطار إلى  فاس  هذا اليوم. توجهت بالأمس إلى محطة ال…