‫الرئيسية‬ حوادث رقصة البيادق على رقعة العدالة – سقوط فرحان وجيراندو وحبل الأنتربول يضيق على الهارب من العدالة مهدي حيجاوي
حوادث - 7 أغسطس، 2025

رقصة البيادق على رقعة العدالة – سقوط فرحان وجيراندو وحبل الأنتربول يضيق على الهارب من العدالة مهدي حيجاوي

على رقعة الشطرنج السياسية، حيث تتصارع القطع بين البني والأسود، يبرز رسم كاريكاتيري جديد كلوحة ساخرة تكشف زيف أبطال مزيفين، سقطوا تحت وطأة العدالة. هذه الرقعة، التي طالما كانت مسرحا للاستراتيجيات العبقرية والمناورات الماكرة، تروي اليوم قصة ثلاثة بيادق، كل منها يحمل قناعا من الخداع، وكل منها يواجه مصيرا كتبته يد العدالة بمداد الحقيقة.

البيدق الأول، إدريس فرحان، ذلك الفأر الذي تسلل إلى دهاليز الجريمة، ظنا منه أن ذكاءه المزعوم سيحميه من قبضة القانون. لكنه، كما يصور الرسم الكاريكاتيري، يسقط على رقعة الشطرنج بضربة قاضية من القضاء الإيطالي. إدانته ليست مجرد حكم قضائي، بل هي إعلان بأن الأقنعة التي ارتداها في مغامراته الإجرامية قد تمزقت، وأن الفأر الذي ظن نفسه يتلاعب بالجميع، بات الآن محبوسا خلف قضبان الحقيقة. التشهير والابتزاز، كانا سلاحيه، لكن الرقعة لا تتسامح مع من يخالف قواعدها، فكان سقوطه مدويا، كما يليق ببيدق تخلى عن شرفه لأجل حفنة من المغانم الزائلة.

البيدق الثاني، هشام جيراندو، ذلك النصاب الذي حاول أن يسير على خطى سلفه فرحان، لكنه لم يدرك أن دروب الخداع تنتهي دائما إلى الهاوية. في سجن الكيبيك، حيث يقبع الآن، يتجلى مصيره كما صوره الرسم الكاريكاتيري… بيدق أسود، سقط تحت وطأة الأحكام الكندية، بعد أن ظن أن أكاذيبه ستبني له عرشا في عالم النصب. لقد اجتر مزاعم كاذبة، وحاول أن يرث عباءة التشهير والابتزاز، لكن العدالة كانت له بالمرصاد، فأوقعته في شرك أفعاله. رقعة الشطرنج لا تعرف الرحمة بمن يحاولون تزوير حركاتهم، وجيراندو، الذي كان يوما يتباهى بمناوراته، أصبح اليوم درسا لمن يظنون أن النصب والتشهير والإساءة للوطن والمؤسسات يمكن أن يكون مهنة مستدامة.

أما البيدق الثالث، المهدي حيجاوي، فهو الهارب الذي يظن أن الفرار من العدالة سيمنحه الحرية. لكن الرسم الكاريكاتيري يكشف عن مصيره ببراعة لاذعة، حبل الأنتربول يلتف حول عنقه، شيئا فشيئا، كأفعى تتربص بفريستها. حيجاوي، الذي قدم نفسه كـ”ضابط استخبارات منشق”، لم يكن في الحقيقة سوى موظف سابق طرد بسبب تجاوزاته، يحاول الآن أن ينسج من خيوط الأكاذيب قصة بطولة زائفة. لكنه، كما تظهر الرقعة، ليس سوى بيدق تائه، يحاول الاختباء في ظلال المنابر الإعلامية الأجنبية، بينما شبكة العدالة الدولية تضيق الخناق عليه. علاقته المشبوهة بجيراندو، ودعمه اللوجستي له، كشفت عن شبكة إجرامية تحاول أن تتلاعب بالحقائق، لكن الحبل الذي يلتف حول عنقه يذكرنا بأن العدالة، مهما طال أمدها، لن تترك فريسة الخداع تفلت من قبضتها.

هذا الرسم الكاريكاتيري ليس مجرد لوحة ساخرة، بل هو مرآة تعكس سقوط من ظنوا أن بإمكانهم التلاعب بالحقيقة. على رقعة الشطرنج، البيادق قد تكون الأضعف، لكنها تحمل في طياتها دروسا عظيمة ملخصها أنه لا مكان للخداع في لعبة تحكمها قواعد العدالة. إدريس فرحان، هشام جيراندو، والمهدي حيجاوي، بيديقن سقطا في شر أعمالهما وآخر يترنح على حافة السقوط، لتذكرنا بأن الحقيقة، كما الملك على الرقعة، تبقى صامدة، مهما حاول البيادق تحديها. وفي النهاية، فإن الشطرنج، كما الحياة، لا يرحم من يخون قواعدها، ولا يمنح النصر إلا لمن يحترم قوانينها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

هشام جيراندو.. استقطاب الشعب المغربي إلى مسلخ العدمية حلم موؤود في مهده

إن من يجعل مُنطلقه خداع الناس بوهم البطولة لتطويق فساد مفترض بسياط “أجنبي” اقتناه صاحبه من…