‫الرئيسية‬ سلايدر محمد زيان: “لاعق” ميكروفونات و”طنجرة ضغط” لا تتوقّف عن الصفير!!
سلايدر - 17 يونيو، 2021

محمد زيان: “لاعق” ميكروفونات و”طنجرة ضغط” لا تتوقّف عن الصفير!!

توفيق مصباح

لا توجد شخصية مثيرة للجدل والحيرة مثل شخصية محمد زيان، الذي سرق الأضواء من توفيق بوعشرين، المتهم الذي ينوب عنه زيان ليخرجه كالشعرة من عجين تهم الاغتصاب والتحرش الجنسي والاتجار بالبشر التي تلاحقه. قضية ثقيلة يتابعها الرأي العام باهتمام بالغ، لأنها ذكرتهم بزمن “الكوميسير” الحاج ثابت المحكوم بالإعدام. وبالرغم من أن فيلقا من المحامين المحسوبين على حزب العدالة والتنمية يدافعون عن بوعشرين، إلا أن محمد زيان اختار أن يكون هو “دينامو” هذه القضية، واللاعب صاحب القميص رقم عشرة و”مول الشرويطة”.

ليس هذا أول خروج إعلامي لمحمد زيان، بل هو محترف في “اصطياد” القضايا التي تثير الرأي العام لـ “تلميع” اسمه الذي اعتراه “الصّدأ” منذ زمن إدريس البصري.

ركوب محمد زيان على هذا النوع من القضايا الكبرى تحركه رغبته الدفينة في العودة إلى واجهة الأحداث لتصفية الحساب مع “طواحين الهواء” التي يصارعها!! فبعد أن فشل في محو رصيده التاريخي المظلم في حقوق الإنسان خلال سنوات الرصاص، وفشل أيضا في قيادة الحزب المغربي الليبرالي ليكون حزبا من أحزاب “الكبار” الذين يقتسمون “غنائم” الانتخابات، تحركت في داخله الرغبة من “الانتقام”، لكن الانتقام ممّن؟ لا نعلم من هم الأعداء الحقيقيون لمحمد زيان. إذ كان من الأحرى أن يحارب محمد زيان محمد زيان نفسه الذي كان وزيرا لحقوق الإنسان في عهد رجل الدولة “الحديدي” إدريس البصري، وتزامن ذلك مع طي ملفات سنوات الرصاص. لذا فمحمد زيان الذي يرفع شعارات حقوق الإنسان، كان واحدا من أبطال سنوات رصاص إدريس البصري، وممن كانوا يزرعون الألغام لنسف جدران حقوق الإنسان!!

محمد زيان اليوم لا يريد أن يصمت، وأصبح كثير الثرثرة و”السفسطة”.. يبحث عن الميكروفونات وعدسات الكاميرا والأضواء، مثل فراشة تطارد “النيران” لتلعق ألسنتها. زيان اليوم مجرد “لاعق” للميكروفونات، وباحث عن الشهرة يقتات على ملفات من الجمر!!

كل من سمع تصريحات محمد زيان الأخيرة، مرتديا عباءة المحاماة، ودفاعه عن حقوق الإنسان، يتخيل نفسه أمام فيلم سينمائي، لأن زيان أتقن ببراعة الشخصية التي يتقمصها.. وهي شخصية لا تشبه محمد زيان الذي نعرفه، الرجل الذي كان مقربا من “البلاط”، قبل أن يصبح في السنوات الأخيرة خارج “البلاط” ودائرة “الزعماء” السياسيين المغضوب عليهم و”الضالين”!!

زيان الذي ما إن يشاهد المرآة يرى نفسه “أسدا”.. لكنه أسد من “أعواد ثقاب”، أينما يحل يشعل الحرائق. حتى سفينة الحزب المغربي الليبرالي أشعل فيها الحرائق وأغرقها في قعر النسيان، ولم يتبقّ منها غير الحطام. اليوم لسان محمد زيان تحول إلى “رشاش” يطلق الرصاص في جميع الاتجاهات، في قضية توفيق بوعشرين، بعد أن أصبح هو الناطق الرسمي باسم “ديوان” دفاع مدير نشر “أخبار اليوم” وموقعي “اليوم 24″ و”سلطانة”. كأنه “يتسلطن” بقضية لا تربطه بها أي علاقة وجدانية أو إيديولوجية، ولا هي حربه، والدليل التصريحات المتناقضة التي أدلى بها ولا تمت بصلة لقضية بوعشرين ولا تخدمها على الإطلاق. كأنه يعيد الأخطاء نفسها التي أغرقت قضية ناصر الزفزافي الذي اضطر في النهاية إلى التبرؤ من محمد زيان.

في أي خانة نضع محمد زيان؟ هو شخصية غير قابل للتصنيف والترويض.

ما هي فصيلة زيان؟

أي الديانة يعتنقها؟

أي الدماء تجري في عروقه؟

هو سريع الغضب والاشتعال.. يشبه بنكيران في “سلاطة” لسانه، وشباط في “عُتهه”، وأحرضان في “سنطيحته”!!

سيظل اسم محمد زيان “نكرة”.. لا يعرف عنه المغاربة الكثير من المعلومات. مثل “بوق” بلا مكابس وكوابح.. أو “طنجرة ضغط” لا تتوقف عن الصفير إلا إذا نزعت “صفارتها. هذا هو محمد زيان الذي لا نعرفه. لكن بدأ يقدم أوراق اعتماده كـ “ثائر” ضد النظام، و”حقوقي” لا تهمه عدالة القضايا التي يدافع عنها إلا من خلال ماذا سيستفيد من عائداتها الإشهارية على المستوى الشخصي، ومحامي “قنّاص” للقضايا الذي يلعب فيها دور “البطولة” على حساب أبطالها الحقيقيين، لذلك علينا أن نعتاد على “صراخ” محمد زيان في قضية بوعشرين، ولا نأخذها على محمل الجد. فهو يؤدي مجرد “دور” ويتقمص “شخصية” ويلبس وجها من وجوه محمد زيان المتعددة… ليس إلّا…!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بعد مسرحية تونس..ليبيا تبعثر أوراق نظام العسكر وتعلن تشبثها بالاتحاد المغاربي

بعد أقل من 48 ساعة على المسرحية الهزلية التي أخرجها نظام الكابرانات بالعاصمة التونسية، وال…