وزير خارجية تونس الأسبق: استقبال غالي “زلة دبلوماسية”.. ورد المغرب منطقي
يحذر أحمد ونيس، وزير الخارجية التونسي الأسبق، في حواره مع جريدة هسبريس الإلكترونية، من استمرار الفراغ الدبلوماسي في العاصمتين المغاربيتين التونسية والمغربية، مبرزا أن ما قام به الرئيس التونسي من استقبال للوفد الصحراوي يمثل “زلة دبلوماسية كبيرة”.
وحث الدبلوماسي التونسي المصالح الرسمية التونسية على التحرك بسرعة وعلى أعلى مستوى من أجل احتواء هذه الأزمة الخطيرة، وعلى “تدارك الموقف والتحرك من إعادة سفيري الدولتين لاستئناف عملهما”، مبرزا أن “الجزائر في صراع دائم مع المغرب، سواء عبر الصحراء أو بدونها”.
وقال بأن “تونس مدعوة إلى تصحيح موقفها، خاصة بعد طي صفحة قمة اليابان، الأخيرة كان لها تفاعل مع موضوع الوفد الصحراوي وهو موقفٌ مساند للطرح الرسمي المغربي”.
وتفجرت أزمة دبلوماسية بين المغرب وتونس بسبب استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية في إطار منتدى التعاون الياباني -الإفريقي (تيكاد).
وقرر المغرب استدعاء سفيره لدى تونس فورا للتشاور، وعدم المشاركة في قمة «تيكاد» الثامنة بسبب المواقف العدائية المتراكمة من الجانب التونسي.
هنا نص الحوار:
بعد طي صفحة القمة اليابانية الإفريقية، يتضح جليا أن الخاسر من هذه التظاهرة هو الشعوب المغاربية التي تعيش على وقع “تمزق جديد” بسبب الأزمة المغربية التونسية الأخيرة؟
نحن في خلاف وليس في أزمة، وهو خلافٌ يمكن أن نتجاوزه بالآليات الدبلوماسية والقنوات الرسمية، خاصة بمجهود من الجانب التونسي، ومع التفهم المغربي.
يتضح بما لا يدع مجالا للشك أننا أمام زلة دبلوماسية من الجانب التونسي، بعد استقبال قيس سعيد للوفد الصحراوي؛ بينما كانت ردة الفعل المغربية شديدة للغاية ومتوقعة ومنطقية ومتواصلة إلى حدود اللحظة.
ما هو الحل، في نظرك، لعودة الدفء إلى العلاقات التونسية المغربية؟
بمجرد انتهاء قمة اليابان الحاضنة لكل هذه المصاعب الدبلوماسية، على تونس أن تتحرك الآن بقوة ورزانة في اتجاه المصالحة مع المملكة، وأنا على يقين أن المياه ستعود إلى مجاريها في القريب العاجل، وسيعود السفيران إلى مكان عملهما، مع استكمال العلاقات الكاملة كما كانت في العهد السابق.
نحن نعرف أن موضوع الصحراء له أهمية قصوى بالنسبة إلى المغرب الكبير، كما أن على المملكة أن تعبر عن موقفها بالوضوح اللازم.
(مقاطعا) لكن تونس خرقت الحياد الإيجابي، الذي ظل دائما أحد أهم ميكانيزمات السياسة الخارجية في تونس؟
على تونس أن تبقى في منطقة الحياد المطلق، كما علينا تدارك الأزمة مع المغرب. من غير المعقول أن يتواصل استبعاد السفراء، ولو أن العلاقات متواصلة مع المملكة المغربية طبعا، والحمد لله على ذلك. وقع خطأ دبلوماسي، ونحن بصدد معالجته بالقنوات الضرورية.
ألا ترى بأن تونس أصبحت تابعة لما تقرره الجزائر، لا سيما في المواقف الخارجية وفي موضوع الصحراء بالخصوص؟
نحن نعرف أن المملكة المغربية تعلق أهمية شديدة على مثل هذه التصرفات المرتبطة بالصحراء، وأؤكد لك أن تونس لا تعترف بالكيان الصحراوي ولا تعترف بأي كيان يريد تقسيم تراب الصحراء، ونحن لم نسجل أي جديد بشأن هذين الموقفين.
وأنا على يقين تام بأن العديد من وجوه النخبة الجزائرية تعتبر أن قضية الصحراء هي التي تشعل الاستقطاب بين المغرب والجزائر؛ وحتى لو لم تكن هذه القضية مطروحة فإن طبيعة النظام السياسي الجزائري تفرض دائما البحث عن رفع حدة الاستقطاب، وهذا بالتأكيد يتجاوز موضوع الصحراء.
هناك تعثر دبلوماسي وقع في تونس، من خلال إقحام أزمة الصحراء والتي تتحكم في حاضر ومستقبل المغرب الكبير.. وفي الحقيقة، لم يكن هناك أي موجب لإقحام هذه الأزمة في قمة ”تيكاد” التي لم تكن البتة قمة سياسية، ولم يكن هناك موجب أيضا لفرض حضور الجانب الصحراوي في هذه القمة التقنية الاقتصادية.
هل تعتقد أن تونس قادرة على إصلاح هذه الزلة الدبلوماسية، وأن الرباط يمكن أن تتفهم موضوع الاستقبال الصحراوي؟
في اعتقادي، بالنسبة إلى تونس إنه لا توجد أي حجة لمواصلة هذه الأزمة وهذه المصاعب الدبلوماسية. لقد أكدت أن الأمر يتعلق بزلة دبلوماسية تونسية لن تكون حاملة لأخطار مستقبلية للمملكة المغربية. أعتقد أن الأمر محصور في القمة الإفريقية اليابانية، ويجب أن يطوى هذا الملف مع انتهاء القمة.
وأعتقد أنه لن يكون هناك تصعيد دبلوماسي وسياسي جديدان في سياق العلاقات بين تونس والمغرب، على خلفية استقبال الوفد الصحراوي. الأرضية قابلة لتدارك الأمر بسرعة؛ لأنه يجب أن لا تكون هناك تراكمات تثقل علينا في علاقتنا بالمغرب الكبير وإفريقيا، وفي وجه الشركاء الرئيسيين لتونس.
عبد النباوي يطالب العلماء بالتدخل لمحاربة “التفاهة” على المنصات الرقمية
طلب محمد عبد النباوي، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، في مداخلة أمام أع…