‫الرئيسية‬ سلايدر كاريكاتير | نناشدك يا دولة المغرب أن تهدئي من وتيرة الإنجازات لأن فؤاد عبد المومني والعدميون لا تروقهم المشاريع الكبرى للممكلة !
سلايدر - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

كاريكاتير | نناشدك يا دولة المغرب أن تهدئي من وتيرة الإنجازات لأن فؤاد عبد المومني والعدميون لا تروقهم المشاريع الكبرى للممكلة !

صدق من قال “الولف صعيب”… ويبدو في حالة صاحبنا فؤاد عبد المومني أن “الولف صعيب” و”البلية مصيبة”… نعم “ولف” و”بلية” العدمية.

صاحبنا فؤاد عبد المومني بالرغم من إقراره يوم قررت النيابة العامة متابعته في حالة سراح، بأن تطورا كبيرا ومبهرا وقع على مستوى أنسنة العمل الشرطي والقضائي بالمغرب بالمقارنة مع ما كان يعتقده في السابق، وبالرغم من إقراره بعدم رغبته في أن يكون عدميا وأنه إذا وجب تثمين شيء إيجابي فسيفعله.. إلا أنه تبين أن إدمانه على العدمية كان أقوى من أي اعتبارات أخرى ومن أي مساعي أخرى للانخراط في نقد ذاتي.

وقد خرج عبد المومني في تدوينة نشرها على حسابه على “فيسبوك” يوم الخميس 21 نونبر الجاري، يقارن فيها الأوراش والمشاريع الكبرى التي أنجزها المغرب في ظل حكم الملك محمد السادس للنهوض بالبنيات التحتية والأوضاع الاقتصادية للمملكة، (يقارنها) بفكرة “الصالون المغربي الذي كانت كافة العائلات المتوسطة والميسورة تسهر على إيلائه من الدار أحسن فضاء وأغلى كساء وأجمل أثاث، ولكن لا تستعمله إلا في مناسبات نادرة، لتبهر به الغير دون القدرة على استفادة معقولة من منافعه”، وفق تعبيره.

وأمام حالة الإدمان هذه على العدمية والتبخيس من التقدم الذي حققه المغرب، خصوصا في المشاريع الكبرى التي يراها عبد المومني منتحل صفة “خبير اقتصادي” مثلها مثل الصالون… أمام حالة الإدمان هذه التي تبدو مستعصية عن العلاج سواء بالنسبة لفؤاد عبد المومني أو غيره من شلة العدميين التي ينتمي إليها، فإنه لا يسعنا إلا أن نتوجه إلى دولتنا العزيزة… الوحيدة التي يمكن أن تَقْبَل وتتقبّل “حمق” هؤلاء وتتفهم حالة إدمانهم التي بلغت مستويات حادة.

فيا دولة المغرب العزيزة، يا صانعة المعجزات التي تقلب الأحلام إلى مشاريع واقعية، نناشدك اليوم باسم فؤاد عبد المومني وبإسم كل “العدميين” الذين يعانون في صمت، أن تهدئي من وتيرة الإنجازات. لا تبني الجسور، لا تشيدي الطرق السيارة، ولا تطلقي مشاريع الطاقة المتجددة… لأنك ببساطة تخنقين الإبداع العدمي وتحدين من مساحة النقد اللاذع الذي يُعتبر حقًا مقدسًا لا يناقش.

نقترح عليكِ بكل تواضع أن تتبني سياسة “التوقف عن الإنجاز”. يكفي ما بنيتهِ من ملاعب جعلت المغرب وجهة لاحتضان أهم التظاهرات الرياضية. توقفي عن تطوير البنيات التحتية، واتركي الطرق مليئة بالحفر والمطارات متهالكة. لا تجرؤي على التفكير في مشاريع مثل “طنجة تيك” أو الموانئ التي تنافس عالميا. هكذا فقط ستُعيدين الحياة إلى قلوب العدميين.

لقد كان العدميون يعيشون في راحة تامة حينما كانت الوعود مجرد شعارات، والواقع أشبه بمشهد من فيلم قديم بالأبيض والأسود. كان هناك دائماً موضوع للنقد: الفقر، البطالة، الحفر في الشوارع، وانقطاع المياه. كانت تلك الأيام ذهبية، حيث يمكنهم أن يجلسوا في المقاهي أو يملأوا منشورات “الفيسبوك” بأقلام تنزف حسرة وكآبة.

لكن، فجأة، قررتِ يا دولة المغرب أن تكوني “جديّة”! كيف تجرؤين على إنجاز مشاريع مثل ميناء طنجة المتوسطي الذي أضحى الأكبر في البحر الأبيض المتوسط وضمن الـ 20 أفضل موانئ في العالم في جذب الاستثمار وخلق فرص العمل؟ ولماذا تصرين على تحويل الصحراء إلى مركز عالمي للطاقة الشمسية؟ بل وما حاجتنا إلى قطار فائق السرعة عندما كنا سعداء بانتظار الحافلات لساعات؟!

هل فكرتِ في العدميين حين شيدتِ المستشفيات الحديثة؟ هؤلاء الذين كانوا يجدون في قصص المرضى أروع مادة للنقد اللاذع؟ الآن، ماذا يفعلون حين يرون وحدات طبية مجهزة بأحدث الأجهزة؟ أيُعقل أن يُتركوا دون موضوع للتذمر؟!

دعينا نكون صريحين، أيتها الدولة، هذه “المشاريع التنموية” تجعل حياة العدميين صعبة للغاية. كلما أنجزتِ مشروعًا جديدًا، يضطرون إلى ابتكار نقد جديد، وقد نفدت قواميسهم. صحيح أنهم لا يزالون يحاولون، لكنهم في النهاية يضطرون للقول: “آه، البنية التحتية جميلة… لكن ماذا عن التعليم؟!” ثم تأتي وزارة التعليم وتطلق إصلاحات جديدة! لمَ كل هذا الإحراج؟

نناشدك، رجاءً، أن تعودي إلى أيامك البسيطة، حين كانت المشاريع فكرة والإنجازات مجرد وعود. امنحي العدميين وقتًا للتنفس، ليعودوا إلى نشاطهم المعتاد، وليستعيدوا قوتهم النقدية التي لا تعترف بأي إنجاز.

نقطة أخرى، يا دولتنا العزيزة: مشاريعك تجعل المقارنات مع بعض الدول أقل إمتاعًا. العدميون يعشقون جملة “شوف فلان، وشوف حنا”. كيف لهم أن يقولوا ذلك إذا أصبحتِ تنافسين تلك الدول؟ الرجاء أن تحافظي على مستويات مناسبة من التأخر كي تستمر هذه الجملة بالازدهار.

في الختام، نرجو منك أن تأخذي هذه الرسالة على محمل الجد. لا تستهتري بمطالبنا. فحقوق العدميين في التعبير عن التذمر مقدسة، وأي إنجاز آخر منكِ هو انتهاك صارخ لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مجلس المستشارين.. حزب”الأحرار” يستعيد مقعده عن غرف الصناعة والتجارة

مكّن التجمعي إدريس القندوسي حزبه التجمع الوطني للأحرار من استعادة مقعده بمجلس المستشارين، …