‫الرئيسية‬ سلايدر علي المرابط يستنجد بخدمات هشام جيراندو في مباراة الأمل الأخير (كاريكاتير)
سلايدر - 14 مارس، 2025

علي المرابط يستنجد بخدمات هشام جيراندو في مباراة الأمل الأخير (كاريكاتير)

في عالم كرة القدم، حيث تتداخل أحلام الأندية وطموحات اللاعبين في صراع دائم بين الانتصار والهزيمة، تبرز لحظات يكون فيها الإحباط سيد الموقف مما يستدعي تدخل مدرب الفريق لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل أن يعلن الحكم عن صافرة النهاية.

وسيرا على نهج مباريات كرة القدم، فإن الحياة بدورها عبارة عن معترك و ساحة نزال مفتوحة بين قوى الشر و قوى الصلاح حيث يتبادل فيها الأفراد والأنظمة التحديات، ويواجهون بعضهما البعض في صراع دائم على المكاسب والمراتب، يتسيد فيها الخير أحيانا و تكون له الغلبة ويسجل أهدافًا و تتحقق العدالة، بينما في أحيان أخرى، يزدهر الشر ويحقق انتصارات على حساب المبادئ الإنسانية.

و في أحد أبرز مباريات هذا الموسم، بلغ المدرب المتخصص في التكتيكات الزائفة، علي المرابط، حدًا من اليأس و الفشل لا يُوصفان، حيث كان يرى الهزيمة تلوح في الأفق، وكأنها قد أصبحت قدرًا لا مفر منه. ومع ذلك، وبينما كان الجميع يترقبون انهيار الفريق، اتخذ الملاوط قرارًا مصيريًا كان بمثابة الخيط الأخير بين الهزيمة والنجاة، لمّا قرر الاستعانة بالمهاجم المحترف في فن النصب، هشام جيراندو، لعلَّ و عسى تنقشِع به سحابة الخيبة التي خيّمت على الفريق الهش.

ليس غريبًا على المرابط أن يلجأ إلى لاعبين ذوي خبرة وتاريخ يضج بالإنجازات لا سيما في ميدان الظلم و الفساد، و يدفع بهم إلى داخل المعمعة مانحا إياهم شارة العمادة تحت مسمى “العدو رقم 1” للدولة المغربية، و الدور هذه المرة على جيراندو الذي سعى المرابط بمساعدة من زميله الناقم على المغرب، فرانسيسكو كاريون، تبيان أنه لاعب استثنائي و غير عادي.

مقال جريدة الإندبنديتي الذي جاهد بكل السبل لتمجيد الوافد الجديد هشام جيراندو و جعله شجاعا مغوارا كان صائبا إلى حد ما.. بدليل أنه فعلا بطل لكن ليس في المعارضة على طريقة الصحفي السعودي جمال خاشقجي كما أُريد لنا أن نفهم، بل في مضمار الجرائم و التهم بتربعه على عرش الاحتيال و الخداع لسنوات و حصده جوائز عديدة مثل جائزة أحسن مبتز و لقب أفضل مزوّر زيادة على تحقيقه أرقاما قياسية في المتابعات القضائية داخل و خارج أرض الوطن.

ومع الزجّ بهشام جيراندو، كان ناقل الثرثرات علي المرابط يعتقد أنه قد لامس النور أخيرا، و أن المرام قد حُقق، إلا أنه اصطدم بخصم عنيد، و منافس شرس يعلو و لا يعلى عليه إسمه “الحق” الذي وقف سدا منيعا إلى جانب المملكة الشريفة، خاصة عندما تبين أن هذه التحركات المشبوهة و الممولة من جهات “شرقية” هي بمثابة محاولات يائسة لعلاج الجروح القديمة التي ألمّت بفرق و أندية سابقة فضلا عن توالي الهزائم و الصفعات التي تراكمت في كل المباريات التي أجرتها هذه التشكيلة المتهالكة.

استعانة المرابط بجيراندو تذكرنا باستنجاده قبل أيام بلاعب آخر اسمه مهدي حيجاوي و الذي أهداه رتبة لا توجد سوى في أوهامه و هي درجة “كولونيل ماجور”، و ما تلقاه هذا الأخير من جرعات متكررة من “النفخ والتضخيم” و التي لم يكن جسده قادرًا على تحمل أعبائها ليتحول بدوره إلى لاعب عاطل يجلس على دكة البدلاء بعدما لحقته لعنة الإصابة، شأنه في ذلك شأن زملاءه في فريق “إفسي الملاوط”.

لكن الحكاية لا تكتمل إلا عندما نضع في الحسبان أنّ الكابتن المرابط هو المدرب الوحيد في العالم الذي استطاع لمّ تركيبة بشرية متنوعة و مختلطة في فريق “الهاربين من العدالة” اجتمع فيها الإرهابيون و المتلاعبون و المحتالون و المتصابون.. و عوضا عن تقديمهم لأداء مشرف يجعل عميل الجزائر ينتشي فرحا، أخجلوه و أحرجوه من كثرة الأهداف التي تلقوها مما جعلهم قريبين جدا من مغادرة مشوار المنافسات.

ومع دنو موعد اعتزال المدرب الوهِل علي المرابط بعد فشله المتكرر في تشكيل فريق قادر على الإساءة للدولة المغربية و الضرب في مؤسساتها، تظل الحقيقة واضحة جلية لا غبار عليها.. فقد انتصرت الدولة في النهاية، وأثبتت أن عصابة العدميين ستقهر بسهولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

شهادة للتاريخ..لماذا يُكرٓه حزب العدالة والتنمية؟ وهل يستحق المغرب حكومةً بلا ضمير؟

أكتب هذه الكلمات وأنا أعلم أن سَحابةً من السِّهام ستُطلق نحو صدري، فالكارهون لا يقرأون..بل…