المهدي الحيجاوي… قصة سقوط مُدع خطير في وحل الاحتيال والجريمة المنظمة
يبدو أن المهدي الحيجاوي، الذي قدمته بعض الصحف الإسبانية بشكل مضلل على أنه “إطار في المخابرات المغربية”، ليس سوى مجرد محتال بارع في صناعة الأوهام. شخص عاش على الخداع والتلاعب بالحقائق، وبنى لنفسه صورة زائفة خدع بها العديد من الضحايا، مستغلًا جهلهم بحقيقته وسذاجتهم في تصديق ادعاءاته.
جريدة “كواليس اليوم” الإلكترونية، علمت من مصادر موثوقة، أنه وفي عام 2010، تم إبعاده عن المديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED) بسبب خطأ مهني خطير يتعلق بعلاقاته المشبوهة. منذ ذلك الحين، بدأ في الترويج لنفسه بصفته “خبيرا في الأمن والاستخبارات”، في محاولة يائسة لإعادة بناء مكانته الاجتماعية عبر نسج الأكاذيب وصنع هالة زائفة حول شخصيته.
لكن سرعان ما اتضح أن الأمر لا يتوقف عند مجرد انتحال صفة، بل تحول الحيجاوي إلى عالم الجريمة المنظمة، حيث انخرط في أنشطة الاحتيال وتشكيل عصابات متخصصة في الهجرة غير الشرعية، ليصبح موضوع ثلاث شكاوى قضائية خطيرة، لا تزال السلطات تلاحقه على إثرها.
لم يكن احتياله مقتصرا على النصب في المغرب فقط، بل امتد إلى شبكات إجرامية دولية متورطة في تهريب المخدرات، وتبييض الأموال، وتشكيل العصابات الإجرامية. وقد كشفت التحقيقات أنه كان على اتصال مباشر مع مجرمين مقيمين في أوروبا وكندا، مثل هشام جراندو، المعروف بأنشطته الإجرامية العابرة للحدود.
كما أن السلطات الإسبانية تطارده بتهم التزوير واستخدام وثائق مزورة، حيث تورط في إدخال سيارة فاخرة بلوحة تسجيل إسبانية إلى المغرب، ليقوم بعدها بالإبلاغ عن سرقتها بشكل احتيالي. كما عُثر بحوزته على جواز سفر مزور أثناء توقيفه بإسبانيا، مما عزز الشكوك حول طبيعة أنشطته الإجرامية.
ولفهم حقيقته الموضوعية، يكفي الابتعاد عن الصحافة الدعائية التي يروج لها، واللجوء إلى تحقيقات صحفية حقيقية. ويكفي الاطلاع على ظهوره الإعلامي الوحيد عبر قناة إسرائيلية، حيث بدا متلعثما وغير مقنع، ليكتشف المرء بسهولة مدى ضحالته الفكرية. كما أن الاستماع إلى شهادات ضحاياه يعكس حقيقة هذا الشخص الذي احترف الاحتيال وتقمص أدوارًا زائفة ليخدع بها من لا يعرفون ماضيه الأسود.
المهدي الحيجاوي لم يكن يومًا رجل استخبارات، بل مجرد محتال يجيد التلاعب بالصور والكلمات. مع كل ما كشف عنه من فضائح وتورط في قضايا إجرامية، لم يعد بإمكانه الاختباء وراء أقنعته الزائفة. الأيام القادمة ستحمل له الحساب العادل، وعندها لن تفيده أية ادعاءات أخرى، ولن يكون أمامه سوى مواجهة الواقع الذي طالما تهرب منه.
المغرب يعزز قدراته الدفاعية بنشر وحدات متخصصة في الحرب الإلكترونية بالشمال
في خطوة تعكس تطور استراتيجيته الدفاعية، قام المغرب مؤخرًا بنشر وحدات متخصصة في الحرب الإلك…