‫الرئيسية‬ حوادث المنتزه الوطني بالحسيمة ومشاكله البيئية – مشكلة الصيد بالمتفجرات
حوادث - 21 أبريل، 2023

المنتزه الوطني بالحسيمة ومشاكله البيئية – مشكلة الصيد بالمتفجرات

  1. تعريف المنتزه:

هو منتزه وطني شمال المملكة المغربية بإقليم الحسيمة ضمن جهة طنجة تطوان الحسيمة. يمتد المنتزه على مساحة تقدر ب 48460 هكتارا عبر الجماعات القروية بني جميل؛ بني بوفراح؛ “سنادة”؛ “الرواضي”و”إزمورن”، منها 19 ألف هكتار في المجال البحري.تحد المنتزه جنوبا الطريق الوطنية رقم 16، المعروفة بالطريق الساحلية المتوسطية، حيث يعتبر منتزه الحسيمة أكبر محمية طبيعية في الساحل المتوسطي المغربي، ويتميز بوسط طبيعي ظل محميامن الاستغلال البشريعبر التاريخ.يتميز الوسط الطبيعي بالمنتزه بتضاريس جبلية ريفية وأجراف ساحلية حيث تغطي السلسلة الجبلية الجزء البري للمنتزه وتمتد على مسافة 40 كلم، بالموازاة مع البحر، ثم تلتقي مع الساحل في صورة أجراف يصل علو بعضها إلى 600 متر.

  • التنوع البيولوجي في المنتزه:

يتمتع المنتزه الوطني للحسيمة بغنى وثروة حيوانية تتمثل في وجود مستوطنة كبيرة من العقاب والنسر الذهبي والنورس وعدة أنواع من الطيور المهددة بالانقراض في البحر المتوسط.وسبق اكتشاف مستوطنة لطائر الشماط في المنتزه تضم حالياً العشرات من الأزواج التي تم رصدها وتحديد مواقعها في أكثر من 38 عش، وتعدّ المستوطنة الثانية في منطقة البحر المتوسط بعد محمية “كورسيكا”. وتوفر الأجراف وضفاف السواحل أماكن للمرور والتعشيش والراحة للعديد من أنواع الطيور. وتمكن حوالى 80 نوعاً من الطيور من التعشيش بهدوء على أجراف يصل ارتفاع بعضها إلى 600 متر.

ويتميز المنتزه بضمه لثلاثة أنواع من الدلافين، الدلفين الشائع، والدلفين المخطط بالأزرق والأبيض، والدلفين الكبير. فضلاً عن الأرنب البري، والثعلب، وابن آوى، والخنزير البري.ويعد المنتزه ملجأً للعديد من السلاحف البحرية المهاجرة من النوع الأصفر، والسلاحف الخضراء،والسلاحف المجلدة أو جلدية الظهر.

ويتواجد في المنتزه كهوف بحرية كانت مأوى للعديد من الثدييات البحرية، حيث كانت تتواجد الفقمة المتوسطية المنقرضة في المنطقة منذ الثمانينات من القرن الماضي، والمهددة بالانقراض على نطاق دولي.ويوجد أكثر من 100 صنف من أصناف السمك. ومن أهم الأحياء البحرية في المنتزه نجد الطحالب البحرية بمختلف أنواعها، الخضراء (57 نوعاً)، والسمراء (52 نوعاً)، والحمراء (155 نوعاً)، و72 نوعاً من الرخويات.ويزخر المنتزه بما يناهز 110 أنواع من النباتات من قبيل 10 أنواع من الأشجار وهي العرعار والصنوبر الحلبي، وشجر العلك، والزيتون البري، والخروب، والبلوط القرمزي، والبلوط الأخضر وشجرة النخيل القزم وأشجار السدر الجبلي..

  • المشاكل البيئية في المنتزه:

اعتبر الأستاذ عبد الحميد توفيق أن الإشكالية الأساسية التي تعاني منها المناطق المحمية في المغرب ومن ضمنها المنتزه الوطني للحسيمة هي الغياب الشبه التام للتدبير والتسيير، وهذا ناتج عن الأسباب التالية:

*
  • الخصاص التشريعي  لتدبير المناطق المحمية، فبالرغم من صدور قانون المناطق المحمية بالمغرب سنة 2010 ، إلا أن المراسيم التطبيقية التي ستفعله لازالت لم ترى النور. كما أن هذا القانون لم يشر إلى المجالات البحرية، خاصة أن ما يقارب % 40 من مساحة المنتزه الوطني للحسيمة هي وسط بحري. وهذه إشكالية كبرى، فكيف ستدبر المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مجالا ليس من اختصاصها؟ ولا تتوفر على الموارد البشرية المؤهلة، من متخصصين في العلوم والتقنيات البحرية، للقيام بذلك.
  • المستوى الثاني من المشاكل هي التدبير الإداري و التقني و المالي للمنتزه، و هذا المشكل مرتبط بالمراسيم التطبيقية لقانون المناطق المحمية، ففي غياب إدارة مستقلة بأطرها الإدارية و العلمية، و مجلس تدبير يظم كل المتدخلين، و مخططات تدبير واقعية و محينة، لا يمكننا أن نتحدث عن منطقة محمية بالمعنى المتعارف عليها دوليا.

  • المستوى الثالث مرتبط بالكثافة السكانية داخل المتنزه الوطني للحسيمة والتي تقدر بأكثر من 15000 نسمة، هذه الساكنة تعاني من الهشاشة على كل المستويات، وبالتالي تصبح المعادلة جد صعبة، فكيف يمكن حماية الأوساط الطبيعية في هذا المنتزه وفي نفس الوقت العمل على التنمية الاجتماعية لساكنته الهشة؟ لذا لابد من صياغة استراتيجيات تنموية مندمجة ومستدامة لفائدة ساكنة المناطق المحمية، ترصد لها الدولة ميزانية خاصة وتسهر على تتبعها وتقييمها بشكل علمي، يضيف الأستاذ توفيق.

4 – الصيد بالمتفجرات:

عبد الواحد قيقاي العضو بجمعية ” أجير“،قال في تصريح له، أنه: ” ومنذ بداية اجراءات الحجر الصحي وتوقف أنشطة جمعية” أجير“التي كانت تقوم بجولات بحرية تحسيسية وكذا لردع بضع أنشطة الصيد البحري الجائر كعمليات الصيد بالجر في أماكن توالد الأسماك بالأماكن الضحلة، أو الصيد بالديناميت وأنواع أخرى من المتفجرات المحلية الصنع، عادت وسائل وسلوكات التخريب إلى شواطئ البحر الابيض المتوسط المغربي، لاسيما المنتزه الوطني للحسيمة الزاخر بمكونات وموارد طبيعية غنية “.

رئيس جمعية “أزير” لحماية البيئة بالحسيمة قال أن الأخيرة ” تتابع الخروقات البيئة بإقليمنا، ففي غفلة من الجميع استباح أعداء الطبيعة ومخربوها فرصة الحجر الصحي للقيام بحملات ممنهجة لتدمير ما تبقى من الإرث الطبيعي للمنطقة “، وإذا كانت– يضيف رئيس الجمعية- ” الانطلاقة بإتلاف نبتة الزعتر عبر اقتلاعها من جذورها بمناطق متعددة بجبال الحسيمة “، فإن عملية التخريب ” ستتواصل بحرا وذلك بالاصطياد الجائر وكذا استخدام الديناميت ومفرقعات محلية وذلك نهارا جهارا وأمام مرأى الجميع.

كلمتي في الختام:

هذه الأرض لم نرثها عن آبائنا وأجدادنا .. وإنما نستعيرها من أحفادنا .. فهي أمانة في أعناقنا.

إذا لم نقتنع، كمجتمع، بأهمية إدماج البعد البيئي في ثقافتنا،فإننا لن نضمن حقوق الأجيال اللاحقة في العيش. وهذا الاقتناع يأتي بتربية المواطن، أكان مواطنا عاديا أو مواطنا مسؤولا، تربية بيئية صحيحة تجعله قادرا على ترجمة وعيه البيئي إلى مواقف وسلوكيات تصالح بين الإنتاج والاستهلاك والطبيعة لكوكبنا. 

إنجاز:مروة والحاج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بعض رواتب القطاع العام تعد بعشرات الملايين

كنت كأقراني فرحين، مبتهجين  و مسرورين بأول راتب تقاضيناه  و نحن من الم…