‫الرئيسية‬ سلايدر إشاعات انقلاب مزعوم.. محلل سياسي يكشف خبايا حرب إعلامية خبيثة تقودها المخابرات الجزائرية ضد استقرار المغرب والمغاربة
سلايدر - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

إشاعات انقلاب مزعوم.. محلل سياسي يكشف خبايا حرب إعلامية خبيثة تقودها المخابرات الجزائرية ضد استقرار المغرب والمغاربة

في أحدث بث له على قناته “دار الخبر”، تناول المحلل السياسي عبد اللطيف يعسوب حملة الإشاعات المتجددة التي تستهدف استقرار المغرب ومؤسساته، مستعرضا الأساليب التي تلجأ إليها الجزائر، وفق رأيه، لضرب النظام الملكي المغربي وزعزعة استقرار البلاد عبر الفوضى الإعلامية ونشر الشائعات الخطيرة.

انطلق يعسوب من تأريخ ميلاد قناته، مذكرا بأن أول فيديو نشره في 17 فبراير 2018 كان موجّها لدحض إشاعة زائفة عن صحة الملك محمد السادس. واستحضر كيف دأب النظام الجزائري على إطلاق حملات تضليلية ضد المغرب منذ سنوات، مستغلا وسائل التواصل الاجتماعي لبث الفتن بين المغاربة.

وأبرز أن النظام العسكري الجزائري، بعدما فشل في خلق توتر داخلي بالمغرب عبر تغذية الاحتجاجات أو دعم الحركات الانفصالية، لجأ إلى استراتيجية بديلة تقوم على الترويج لوجود “مؤامرات داخلية”، ومنها مزاعم عن “انقلاب يقوده عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني”، وهي الرواية التي يجري تداولها بكثافة في منصات التواصل الاجتماعي، خاصة عبر حسابات مشبوهة على “تيك توك” و”يوتيوب”.

ويرى يعسوب أن الجزائر، بعد أن أخفقت خطتها الأولى “أ” (إقناع المغاربة بالتخلي عن الملكية عبر وسائل الإعلام والتجييش السياسي)، انتقلت إلى الخطة “ب”، والتي تقوم على زرع الفوضى والشائعات لخلق بيئة متوترة، تدفع المواطنين للخروج إلى الشارع، سواء تحت ذريعة “الدفاع عن النظام الملكي” أو الاحتجاج ضد ظروف اقتصادية معينة. ويرى أن الهدف النهائي لهذه الحملة هو إضعاف ثقة المغاربة في مؤسساتهم، وإيجاد وضع فوضوي يمكن استغلاله لاحقا لأهداف سياسية تخدم أجندة النظام الجزائري.

وأكد يعسوب أن هذه الإشاعات ليست عبثية، بل مستلهمة من سيناريوهات قديمة مثل “محاولة انقلاب الصخيرات عام 1971″، حيث تم استغلال طلبة من المدرسة العسكرية لدفعهم لمهاجمة القصر الملكي بذريعة “حماية العرش من خطر داخلي”. واعتبر أن نفس السيناريو يُعاد حاليا عبر وسائل الإعلام الرقمية، حيث تروج مزاعم بأن “الملكية في خطر”، في محاولة لاستثارة ردود فعل عاطفية قد تؤدي إلى اضطرابات داخلية.

وتوقف يعسوب عند التركيز الكبير في الإشاعات الأخيرة على شخص عبد اللطيف الحموشي، معتبرا أن هذا الاستهداف ليس صدفة، بل يأتي كرد فعل على نجاح الأجهزة الأمنية المغربية في تفكيك المخططات المعادية، سواء على المستوى الداخلي أو في مواجهة التهديدات الخارجية. ويرى أن المخابرات الجزائرية تستهدف الحموشي لكونه أحد أهم صمامات الأمان في حماية استقرار البلاد، وكونه أشرف على إحباط العديد من المخططات التخريبية.

كما استعرض تسجيلا للضابط الجزائري السابق أحمد المديوني، الذي تولى منصب مدير مطار الجزائر، والذي دعا بشكل صريح إلى “تنفيذ عمليات نوعية داخل المغرب”، ما يثبت وفق يعسوب، وجود نوايا عدائية مبيتة من قبل النظام الجزائري تجاه المغرب.

ويؤكد يعسوب أن التضليل الإعلامي لم يعد مجرد أداة سياسية، بل بات سلاحا خطيرا يُستخدم بشكل متعمد لإثارة الرأي العام وإرباك المجتمعات. واستحضر حادثة وقعت في الولايات المتحدة عام 1938، عندما تسبب بث إذاعي للمخرج أورسون ويلز عن “غزو فضائي” في حالة هلع بين الأمريكيين، مشبها ذلك بالحملات الإعلامية التي تسعى إلى دفع المغاربة إلى الاعتقاد بأن “بلادهم في خطر” دون أي دليل واقعي.

كما أشار إلى كيف أثرت الدعاية الإعلامية في الهند، عندما أدت مشاهد من فيلم سينمائي إلى أعمال عنف حقيقية، مشددا على أن “الإشاعة قد تكون أخطر من السلاح”، خصوصا إذا تم الترويج لها بشكل مكثف ومدروس.

في ختام حديثه، شدد يعسوب على أن النظام الملكي في المغرب هو أقدم نظام في العالم العربي، وهو الضامن الأساسي للاستقرار، مؤكدا أن المغاربة متمسكون بملكهم ومؤسساتهم، وأن أي محاولة لضرب هذا التماسك ستبوء بالفشل.

واعتبر أن خروج المواطنين في احتجاجات غير مبررة استجابة لمثل هذه الإشاعات يخدم فقط الأجندة الجزائرية، التي تحاول استغلال أي فرصة لضرب الاستقرار المغربي. كما أشار إلى أن الملك محمد السادس، رغم كل محاولات التشويش، يواصل مسيرة التنمية والإصلاحات، مستشهدا بالقرارات التي اتخذها مؤخرا لمواجهة الغلاء ودعم الفئات المتضررة.

يبرز بث المحلل يعسوب أن الإشاعات المتداولة حول “انقلاب مزعوم” في المغرب ليست سوى جزء من حرب إعلامية تقودها الجزائر، بهدف ضرب الاستقرار الداخلي وإضعاف الثقة في المؤسسات. ويؤكد أن الوعي الشعبي ضروري للتصدي لهذه الحملات، من خلال التثبت من المعلومات وعدم الانجرار وراء الدعاية المغرضة، مشددا على أن المغرب، بفضل مؤسساته القوية والتفاف شعبه حول ملكه، سيظل صامدا أمام كل المحاولات التي تستهدفه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المغرب يعزز قدراته الدفاعية بنشر وحدات متخصصة في الحرب الإلكترونية بالشمال

في خطوة تعكس تطور استراتيجيته الدفاعية، قام المغرب مؤخرًا بنشر وحدات متخصصة في الحرب الإلك…