الرئيسية | حوارات | رسالة من مواطن غيور إلى السيد رئيس الحكومة المنتخب

رسالة من مواطن غيور إلى السيد رئيس الحكومة المنتخب

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
رسالة من مواطن غيور إلى السيد رئيس الحكومة المنتخب

الاستوزار و الارادة الشعبية

 وجه “أحمد راكز”، المحامي والمعتقل اليساري السابق اليوم الأحد 23 أكتوبر الجاري، رسالة إلى رئيس الحكومة الجديد/القديم “عبد الإله بنكيران”.
وعنون المحامي المذكور رسالته بـ”رسالة مواطن غيور إلى السيد رئيس الحكومة المنتخب الإستوزار والإرادة الشعبية”، مهنئا في بدايتها (الرسالة) رئيس الحكومة على فوز حزبه في الإنتخابات التشريعية الأخيرة.

السيد الرئيس المحترم، تحية وسلام.

 بادئ ذي بدء أهنئكم بحرارة لفوز حزبكم المستحق، كتعبير عن إرادة الصناديق التي منحتكم الأغلبية، وجعلتكم رئيسا للحكومة للمرة الثانية وألحقت بلوبيات الضغط المخزنية التي ناوئتكم هزيمة على حد تعبير الأمينة العامة- نبيلة منيب – التي قالت عن حق أن المخزن( وأقول بالضبط جزءا من المخزن ) قد اصيب بهزيمة، لأنكم حتى الآن وبالبرامج التي حققتها حكومتكم السالفة، أنتم ايضا جزءا من المخزن، لأنكم تعلمون قبل غيركم  انما طبقتموه وهو عكس برنامجكم الذي صوت عليه الشعب المغربي، في الإنتخابات التي بوأتكم الحكومة السابقة. مع العلم ان الشرط الموضوعي والذاتي للبلاد والجيوبوليتيكي  لم يكن يترك لكم فرصة غير تطبيق ذلك الخيار، صادقا أهنئكم أيضا من جديد وأتمنى لكم التوفيق في مهامكم المقبلة لصالح هذا الشعب، الذي منحكم ثقته مهما كانت الخلفيات.

هذا التوفيق لن يكون مستحقا إلا إذا تعاملتم وفق الإرادة الشعبية، في عملكم وأوله اختيار وزرائكم والتشكيلة الحكومية المقبلة.

السيد الرئيس المحترم،

 يغص في قلبي وأنا أتابع خطواتكم ومشاوراتكم وتصريحاتكم ومتابعات الراي العام لها ،والمسار الذي قد تؤول إليه والذي قد يذهب عكس إرادة الشعب،

إن العديد من الأسماء التي وردت كتكهنات أو كمشاورات تجعلني أخاف على مستقبل على هذا البلد، إن المواطنين الذين صوتوا عليكم، يعرفون جيدا أنهم لم يصوتوا عليكم لأن حكومتكم ضربتهم في عمق قدرتهم الشرائية واستفادتهم من خدمات الدولة عندما رفعتم الدعم عن عدد من المواد الغذائية الضرورية، وعندما قستم صندوق المقاصة وعندما أصلحتم صندوق التقاعد، بالطريقة التي نهجتموها أو عن طريق الزيادات في الضرائب الغير المباشرة، التي مست فآت من الطبقة الوسطى،ألخ, أنتم يا سيادة الرئيس كنتم التلميذ المطيع لتعليمات صندوق النقد الدولي، تماما كما كان في الحكومات الرجعية التي سبقتكم، وبالتالي خدمتم المخزن كما لم تخدمه الحكومات السابقة لأنها لم تكن تتوفر على السند الشعبي الذي توفر لديكم، بحكم خريف الربيع العربي، ومن ثمة ما كان يريد حزب الأصالة والمعاصرة ان يقدمه للمخزن، لولا أن أردته حركة 20 فبراير مهزوما من خلال المطالبة بإسقاطه، اثناء مسيراتها، قبل أن ينتفض مؤخرا ويقوم بما قام به محاولة منه للنهوض مرة أخرى.

لا يفصلكم عنه سوى أخلاقياتكم وبراءة ذمتكم والبيض النسبي لأيديكم، وهذا هو السبب الرئيسي الذي منحكم ثقة الناس ، عكس الأحزاب الأخرى.

إن التصويت عليكم منذ الإنتخابات الجماعية حتى الآن هو تصويت عقابي ضد الأحزاب الأخرى التي اهترأت ببراغملتيتها المبتذلة ونخبها الإنتفاعية التي طلقت برامجها لفائدة مناصب تكنوقراطيتها بدءا من الوزير الذي ناهض الخوصصة في البرلمان معارضا وطبقها في حكومة التناوب وزيرا، مرورا بأمين عام لحزب قوي اضعفه بممارساته خدمة للبحث عن الإستوزار، حتى وإن كان على حساب المنهجية الديموقراطية التي مات شهداء من حزبه واعتقل مناضلون ، قضوا ريعان شبابهم في السجون من أجلها، إنه تصويت عقابي أيضا ضد الذين يدفعون الأموال لشراء الذمم ، وهو أيضا دخول من جديد للسياسة من فآت غادرتها إحباطا واستعادت بعض الثقة من جديد، لتجرب اللعب مع المستقبل.

السيد رئيس الحكومة.

لا تعتقدوا أن ما كتبته هو تحامل من مناضل يساري يختلف إديولوجيا معكم ، إنه منطق المعاينة السليمة والمحايدة لما وقع خلال الإنتخابات الأخيرة، التي كانت حملاتها من أبشع الحملات الانتخابية التي عرفتها البلاد نظرا لسوقيتها وابتعادها عن الأخلاق وعن نقاش البرامج ولشخصنة الانتقادات، إلا إذا استثنيا حملة فدرالية اليسار الديموقراطي والتقدم والاشتراكية.

وانطلاقا من هنا فإن (الإرادة الشعبية )التي اوصلتكم إلى الحكم تفرض عليكم احترامها في تشكيلة الحكومة المقبلة، ليس من حقكم أن تستوزروا وزراء أبعدهم الشارع لأنكم فقط حزب الأغلبية أو لتردوا الصاع صاعين للحزب الذي ناؤئكم، عليكم أن تحترموا تلك الإرادة في اختيار وزرائكم ، وقد قالت الإرادة كلمتها في عدد من الأسماء راج أثناء المشاورات تكهنا أو حقيقة.

نجيب الوزاني لفظ حزبه ولفظه حزبه ولفظته الجماهير التي صوتت عليه مرارا وأوصلته إلى ما أوصلته، فكيف تريد لهذا الشخص ان يخدم البلد والعباد، وهو جراح لم يستأصل الداء من ذاته؟؟؟، وكيف لأمناء عامين لحزبين ظلا الأقوى في البلد فلم يستطيعا أن يحافظا حتى على وحدة تنظيماتهما، واسقطوها من القمة إلى الحضيض، بعد أن كانت ملجأ الجماهير الشعبية من الظلم والفساد؟؟، كيف سيخدمون البلد وهم لم يحوزوا بثقة أحيائهم بالكاد؟؟، ولا تمثيلية لهم.( ناهيك عن نخب الأحزاب الإدارية واشباه الإدارية التي لن نتحدث عنها، لأنها مقصدها منذ الأول كان هو الإنتفاع)

لا تقتلوا بعض الأمل الذي لامس قلوب عدد من المواطنين والمناضلين الشرفاء الذين ابعدهم الإحباط قبل الإنتخابات الجديدة وعادوا أملا في ان تعود السياسة إلى نسبة أقوى من النظافة والمصداقية عما هي عليه الآن.

نريد لهذا البلد استقرارا حقيقيا وديموقراطية حقيقية ومؤسسات حقيقية، ولن يكون ذلك إلا إذا عمل الكل بالصدق والمصداقية بعيدا عن تارات السياسة السياسوية أو البراغماتية الإنتفاعية السائدة حتى الآن.

المواطن أحمد راكز

 

الإشتراك في تعليقات نظام RSS التعليقات (0 منشور)

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك